مشارى راشد

RSS Feed (xml)

موقع مشارى راشد

GOOGLE:
مدونتى

Powered by Blogger

Google

المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ

المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية

للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ

الحَمْدُللهِ ربِّ العالمينَ iiعَلى آلائه وهْوَ أهلُ الحَمْدِ iiوالنِّعَمِ
ذي الملكِ والملكوتِ الواحِدِ الصمَدِ iiال بَرِّ المهيْمِنِ مُبدِي الخلْقِ مِن iiعَدَمِ
مَنْ عَلَّمَ الناسَ ما لا يعْلمونَ iiوبِالْ بَيانِ أنْطَقَهُمْ والخَطِّ بالقَلَمِ
ثمَّ الصلاةُ على المُخْتارِ أكرَمِ iiمَبْ عُوثٍ بِخيْرِ هُدًى في أفضَلِ iiالأُمَمِ
والآلِ والصَّحْبِ والأتْباع iiقاطِبَةً والتابِعينَ بإحْسانٍ iiلِنَهْجِهِمِ
ما لاحَ نَجْمٌ وما شمسُ الضُّحى iiطَلَعَتْ وعَدُّ أنْفاسِ ما في الكوْنِ مِن iiنَسَمِ
وبَعْدُ مَنْ يُرِدِ اللهُ العظيمُ iiبِهِ خيْرًا يُفَقِّهَهُ فِي دِينهِ iiالقِيَمِ
وحَثَّ ربِّي وحَضَّ المؤمنينَ iiعَلى تَفَقُّهِ الدِّينِ معْ إنْذارِ iiقَوْمِهِمِ
وامْتَنَّ رَبِّي عَلى كلِّ العِبادِ iiوكُلْ لِ الرُّسْلِ بالعِلْمِ فاذْكُرْ أكْبَرَ iiالنِّعَمِ
يَكفِيكَ في ذاكَ أُولَى سُورَةٍ iiنَزَلَتْ عَلى نَبِيِّكَ أعْني سورَة iiالقَلَمِ
كذاكَ فِي عِدَّةِ الآلاءِ iiقدَّمَهُ ذِكْرًا وقَدَّمَهُ في سُورَةِ النَّعَمِ
ومَيزَهُ اللهُ حَتى في الجوارِحِ مَا مِنْها يُعلمُ عنْ باغٍ ومُغْتَشِمِ
وذمَّ ربِّي تعالَى الجاهِلِينَ بِهِ أشَدَّ ذمٍّ فَهُمْ أدْنى مِنَ iiالبُهمِ
وليْسَ غِبْطَةٌ اْلا في اثْنَتَيْنِ هُما iiالْ إحْسانُ في المالِ أو في العِلْمِ iiوالحكمِ
ومِنْ صِفاتِ أُولِي الإيمانِ iiنَهْمَتُهُمْ فِي العِلْمِ حتى اللَّقَى غِبْط بِذِي النَّهَمِ
العِلْمُ أغْلَى وأحْلى ما لَهُ iiاسْتَمَعَتْ أذْنٌ وأعْرَبَ عنهُ ناطِقٌ iiبِفَمِ
العِلْمُ غايَتُهُ القُصْوَى ورُتْبَتُهُ iiالْ عَلْياءُ فاسْعَوا إليهِ يَا أُولِي iiالهِمَمِ
العِلْمُ أشْرَفُ مَطْلوبٍ iiوَطالِبُهُ للهِ أكْرَمُ مَن يَمْشِي عَلى iiقَدَمِ
العِلْمُ نورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ iiبِهِ أهْلُ السَّعادَةِ والجُهَّالُ فِي iiالظُّلَمِ
الْعِلْمُ أعْلَى حَياةٍ للعِبادِ iiكَما أهْلُ الجَهالَةِ أمْواتٌ iiبِجَهْلِهِمِ
لا سَمْع لا عَقْل بل لا يُبْصِرونَ وفِي السْ سَعِيرِ مُعْتَرِفٌ كُلٌّ بِذَنْبِهِمِ
فالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِ iiقاطِبَةً وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا iiوظُلْمِهِمِ
والعِلْمُ أصْلُ هُداهُمْ مَعْ iiسَعادَتِهِمْ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو iiالْحِكَمِ
والخَوفُ بالجهْلِ والحُزْنُ الطويلُ iiبِهِ وعَن أُولِي العِلْمِ مَنْفِيَّانِ iiفَاعْتَصِمِ
العِلْمُ واللهِ مِيراثُ النُّبُوَّةِ iiلا ميراثَ يُشْبِهُهُ طوبَى iiلِمُقْتَسِمِ
لأنَّهُ إرْثُ حَقٍّ دائِم iiأبَدًا وما سِواهُ إلى الإِفْنَاءِ iiوالعَدَمِ
ومنْه إرْثُ سُليْمانَ النُّبُوَّة iiوالْ فَضْل المُبِين فمَا أوْلاهُ iiبِالنِّعَمِ
كذَا دَعا زكريا ربَّهُ iiبِوَلِي الآلِ خَوفَ الموالِي مِن iiوَرائِهِمِ
العِلْمُ مِيزانُ شَرْعِ اللهِ حيثُ iiبِهِ قِوامُهُ وبِدُونِ العِلْمِ لَمْ يَقُمِ
وكُلَّما ذُكِرَ السُّلطانُ في iiحُجَجٍ فالعِلْمُ لا سُلْطَةُ الأيْدِي iiلَمُحْتَكِمِ
فسُلطَة اليَدِ بالأبْدانِ iiقاصِرَةٌ تَكونُ بالعَدْلِ أوْ بالظُّلْمِ والغَشَمِ
وسُلْطَةُ العِلْمِ تَنْقادُ القُلوبُ iiلَها إلَى الهُدَى وإلَى مَرْضاةِ iiرَبِّهِمِ
ويَذْهَبُ الدِّينُ والدُّنْيا إذَا ذَهَبَ iiالْ عِلْمُ الّذِي فيهِ مَنْجاةٌ iiلِمُعْتَصِمِ
العِلْمُ يا صَاحِ يَسْتَغْفِرْ iiلِصاحِبِهِ أهلُ السّماوَاتِ والأرْضِينَ مِنْ iiلَمَمِ
كَذَاكَ تَسْتَغِفِرُ الحْيتانُ في iiلُجَجٍ مِن البِحارِ لَه فِي الضَّوْءِ iiوالظُّلَمِ
وخارِجٍ فِي طِلابِ العِلمِ iiمُحْتَسِبًا مُجاهِدٌ في سَبيلِ أيُّ iiكَمِي
وإنَّ أجْنِحَةَ الأمْلاكِ iiتَبْسِطُها لِطالِبِيهِ رضًا مِنْهُمْ iiبِصُنْعِهِمِ
والسَّالِكونَ طريقَ العِلْمِ iiيَسْلُكُهُمْ إلَى الجِنانِ طريقًا بارئُ iiالنَّسَمِ
والسَّامِعُ العِلْمَ والوَاعِي iiلِيَحْفَظَهُ مُؤَدِّيًا ناشِرًا إيَّاهُ في iiالأمَمِ
فيَا نَضَارَتَهُ إذْ كاَنَ iiمُتَّصِفًا بِذا بِدَعْوَةِ خَيْرِ الخَلْقِ iiكُلِّهِمِ
كَفاكَ فِي فَضْلِ أهْلِ العِلْمِ أنْ iiرَفَعُوا مِنْ أجْلِهِ دَرَجاتٍ فوْقَ غَيْرِهِمِ
وكانَ فضْلُ أبِينَا فِي القَدِيمِ عَلى iiالْ أمْلاكِ بالعِلْمِ مِن تَعْلِيمِ iiرَبِّهِمِ
كذاكَ يوسُفُ لَمْ تَظْهَرْ iiفَضِيلَتُهُ لِلعالَمينَ بِغَيْرِ العِلْمِ iiوالْحِكَمِ
وما اتِّباعُ كَليمِ اللهِ لِلْخَضِرِ iiالْ مَعْروفِ إلا لعِلْمٍ عَنْهُ iiمُنْبَهِمِ
مَعْ فَضْلِهِ بِرِسالاتِ الإلَهِ iiلَهُ وَمَوْعِدٍ وسَماعٍ مِنْهُ iiلِلْكَلِمِ
وقَدَّمَ المصْطفى بالعِلْمِ iiحامِلَهُ أعْظِمْ بِذلِكَ تَقْدِيمًا لِذِي iiقِدَمِ
كفَاهُمُو أنْ غَدَوْا لِلْوَحْيِ iiأوْعِيَةً وأضْحَتِ الآيُ مِنْهُ فِي صُدورِهِمِ
وخصَّهُمْ ربُّنا بَصَرًا iiبِخَشْيَتِهِ وعَقْلُ أمْثالِهِ فِي أصْدَقِ الكَلِمِ
ومَعْ شَهادَتِهِ جاءَتْ iiشَهادَتُهُمْ حَيْثُ اسْتَجابُوا وأهْلُ الجَهْلِ في iiصَمَمِ
ويَشْهدُونَ عَلى أهْلِ الجَهالَةِ بالْ مَوْلَى إذا اجتَمَعُوا فِي يَوْمِ iiحَشْرِهِمِ
والعَالِمُونَ عَلى العِبادِ iiفَضْلُهُمُو كالبَدْرِ فَضْلا عَلى الدُّرِّيِّ iiفَاغْتَنِمِ
وعَالِمٌ مِنْ أُولِي التّقْوَى أشدُّ عَلى iiال شيْطانِ مِنْ ألْف عُبَّادٍ iiبِجَمْعِهِمِ
ومَوْتُ قَوْمٍ كَثِيرُو الْعَدِّ أيْسَرُ مِنْ حَبْرٍ يَموتُ مُصَابٌ واسِعُ iiالألَمِ
كَمَا مَنافِعُهُ فِي العالَمِ iiاتَّسَعَتْ وَلِلشّيَاطِينِ أفْراحٌ بِمَوْتِهِمِ
تَاللهِ لَوْ عَلِمُوا شَيْئًا لَمَا iiفَرِحُوا لأنَّ ذَلِكَ مِن أعْلامِ حَتْفِهِمِ
همُ الرُّجُومُ بِحَقٍّ كُلَّ iiمُسْتَرِقٍ سَمْعًا كَشُهْبِ السَّمَا أعْظِمْ بِشُهْبِهِمِ
لأنَّهَا لِكِلا الجِنْسَيْنِ iiصائِبَةٌ شيطانِ إنْسٍ وجِنٍّ دونَ iiبَعْضِهِمِ
هُمُ الهُداةُ إلى أهْدَى السَّبيلِ iiوأهْ لُ الجَهْلِ عنْ هَدْيِهِمْ ضَلُّوا iiلِجَهْلِهِمِ
وفَضْلُهُمْ جاءَ في نصِّ الكِتابِ وفِي الْ حَديثِ أشْهَرُ مِنْ نارٍ عَلى iiعَلَمِ
************************
نبذة في وصية طالب العلم
يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به iiبَدَلا فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ iiوالْقَلَمِ
وقَدِّسِ العِلمَ واعْرِفْ قَدْرَ iiحُرْمَتِهِ فِي القَوْلِ والفِعْلِ والآدابَ iiفَالْتَزِمِ
واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ iiلَهُ لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ iiيَنَمِ
والنُّصْحُ فابْذُلْهُ لِلطُّلابِ iiمُحْتَسِبًا في السِّرِّ والْجَهْرِ والأُسْتاذَ iiفَاحْتَرِمِ
ومَرْحَبًا قُلْ لِمَنْ يَأتِيكَ iiيَطْلُبُهُ وفِيهِمِ احْفَظْ وَصايَا الْمُصْطَفَى iiبِهِمِ
والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ iiخالصَةً إنَّ البِناءَ بدونِ الأصْلِ لَمْ iiيَقُمِ
ومَن يَكُنْ لِيَقُولَ الناسُ iiيَطْلُبُهُ أخْسِرْ بِصَفْقَتِهِ فِي مَوْقِفِ iiالنَّدَمِ
ومَنْ به يَبْتَغِي الدُّنْيا فَلَيْسَ iiبِهِ يَومَ القِيامَةِ مِن حَظٍّ ولا قَسَمِ
كَفَى بِهِ (مَن كانَ) فِي شورَى وهُودٍ وفِي الْ إسْراءِ مَوْعِظَةً لِلحَاذِقِ iiالفَهِمِ
إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ iiبِهِ كَذا مُباهاةَ أهْلِ العِلْمِ لا iiتَرُمِ
فإنَّ أبْغَضَ كلِّ الخَلْقِ iiأجْمَعِهِمْ إلى الإلَهِ ألَدُّ الناسِ فِي iiالخِصَمِ
والعُجْبَ فاحْذَرْهُ إنَّ العُجْبَ iiمُجْتَرِفٌ أعْمالَ صاحِبِهِ في سَيْلِهِ iiالعَرِمِ
وبِالْمُهِمِّ الْمُهِمِّ ابْدَأْ لِتُدْرِكَهُ وَقَدِّمِ النَّصَّ والآرَاءَ iiفَاتَّهِمِ
قَدِّمْ وُجوبًا عُلومَ الدِّينِ إنَّ iiبِها يَبِينُ نَهجُ الهُدَى مِن مُوجِبِ iiالنِّقَمِ
وكلُّ كَسْرِ الفَتَى فالدِّينُ iiجابِرُهُ وَالكَسْرُ فِي الدِّينِ صَعْبٌ غَيْرُ مُلْتَئِمِ
دَعْ عَنْكَ ما قالَهُ العَصْرِيُّ iiمُنْتَحِلا وبالعَتِيقِ تَمَسَّكْ قطُّ iiواعْتَصِمِ
ما العِلْمُ إلا كِتابُ اللهِ أو iiأثَرٌ يَجْلو بِنُورِ هُداهُ كلُّ iiمُنْبَهِمِ
مَا ثَمَّ عِلْمٌ سِوى الوَحْيِ المُبينِ iiومَا مِنْهُ اسْتُمِدَّ ألا طُوبَى iiلِمُغْتَنِمِ
والكَتْمُ لِلعِلْمِ فاحْذَرْ إنَّ iiكاتِمَهُ فِي لَعْنَةِ اللهِ والأقْوامِ كلِّهِمِ
ومِن عُقوبَتِهِ أنْ فِي الْمَعادِ iiلَهُ مِنَ الجَحيمِ لِجَامًا لَيْسَ iiكَاللُّجُمِ
وصائِنُ العِلْمِ عمَّنْ لَيْسَ iiيَحْمِلُهُ ما ذا بِكِتْمانِ بلْ صَوْنٌ فَلا iiتَلُمِ
وإنَّمَا الكَتْمُ مَنْعُ العِلْمِ iiطالِبَهُ مِن مُسْتَحِقٍّ لَهُ فَافْهَمْ ولا iiتَهِمِ
وأتْبِعِ العِلمَ بالأعْمالِ وادْعُ iiإلَى سَبيلِ ربِّكَ بالتِّبْيانِ iiوالْحِكَمِ
واصْبِرْ عَلى لاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ iiوأذَى فِيهِ وفِي الرُّسْلِ ذكرى فاقْتَدِهْ iiبِهِمِ
لَواحِدٌ بِكَ يَهْدِيهِ الإلَهُ iiلَذَا خَيْرٌ غَدًا لكَ مِنْ حُمْرٍ مِن iiالنَّعَمِ
واسْلُكْ سَواءَ الصِّراطِ المسْتَقِيمِ iiولا تَعْدِلْ وقُلْ ربِّيَ الرحمْنُ iiواسْتَقِمِ

الوصية بكتاب الله عز وجل
وَبَالتَّدَبُّرِ والتّرتِيلِ فَاتْلُ iiكِتا بَ اللهِ لاسِيَّما في حِنْدسِ iiالظُّلَمِ
حَكِّمْ بَراهِينَهُ واعْمَلْ iiبِمُحْكَمِهِ حِلًّا وحَظْرًا ومَا قدْ حَدَّهُ iiأقِمِ
واطْلُبْ مَعانِيهِ بالنَّقْلِ الصّريحِ iiولا تَخُضْ بِرَأيِكَ واحْذَرْ بَطْشَ iiمُنْتَقِمِ
فمَا عَلِمْتَ بِمَحْضِ النَّقْلِ مِنْهُ iiفَقُلْ وَكِلْ إلَى اللهِ مَعْنى كلِّ iiمُنْبَهِمِ
ثُمّ الْمِرَا فيه كُفْرٌ فاحْذَرَنْهُ iiولا يَسْتَهْوِيَنَّكَ أقوامٌ iiبِزَيْغِهِمِ
وعنْ مَناهِيهِ كُنْ يا صاحِ مُنْزَجِرًا والأمْرُ منهُ بلا تِردادِ iiفالْتَزِمِ
وما تَشابَهَ فَوِّضْ لِلإلهَ iiوَلا تَخُضْ فَخَوْضُكَ فيه مُوجِبُ iiالنِّقَمِ
ولا تُطِعْ قولَ ذي زيْغٍ iiيُزَخْرِفُهُ مِنْ كُلِّ مُبْتَدِعٍ في الدين iiمُتَّهَمِ
حَيْرانَ ضلَّ عنِ الحقِّ الْمُبينِ iiفلا يَنْفَكُّ مُنْحَرِفًا مُعْوَجّ لَمْ iiيَقُمِ
هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ iiيَقْرَؤُهُ كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ iiبالكَلِمِ
هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ iiالْ ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى iiلَمُعْتَصِمِ
هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ َتَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ iiمُنْبَهِمِ
هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ iiعَمِي
هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن iiسَقَمِ
لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ iiعَمِلُوا بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ iiحِكَمِ
أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو iiعَمًى لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ iiعُمِي
فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ iiلَهُ خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ iiوالنِّعَمِ
كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ iiإلَى دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ iiوالألَمِ
وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ iiأنَّهُما ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ iiالغَمَمِ
وأنَّه فِي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ
والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ iiويُلْبِسُهُ تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ
يُقالُ إِقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ iiالْ جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ iiالنَّعِمِ
وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ iiكُسِيَتْ لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ iiتَقُمِ
قالَا بِماذا كُسِيناهَا فقيلَ iiبِما أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي iiالنِّعَمِ
كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ iiمُعْجِزَةً دامَتْ لَدَيْنَا دومًا غيْرَ مُنْصَرِمِ
لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا iiغِيَرٌ وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ
مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ
فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ iiنَبَأٍ عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن iiالأمَمِ
فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ iiبِهِ وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ iiإرَمِ
وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ iiهلْ تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ iiمُنْفَصِمِ
أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ iiلَهُ أمْ بابُ هلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ iiيَلُمِ
أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن iiهِدايَتِهِ جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ iiنُظُمِ
أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ iiعِبَرٌ وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي iiصَمَمِ
لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ iiلِتَسْمَعَهُ إنْ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم iiلِقَوْمِهِمِ
اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن iiعِبَرٍ ومِن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن iiحِكَمِ
واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ iiبلاغَتُهُ وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ iiوالعَجَمِ
كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي iiمُعارَضَةً فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ iiوالرَّغَمِ
هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما iiقَصَدُوا وما تَمَنَّوْا لَقَدْ بَاؤُوا iiبِذُلِّهِمِ
خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ iiوُجُوهُهُمُ زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ iiالقِيَمِ
كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ iiوهُمْ أهلُ البلاغةِ بينَ الخَلْقِ iiكُلِّهِمِ
بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ iiواحدةٍ فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ iiيُرَمِ
الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ iiاجْتمعوا بِمِثْلِهِ ولَوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ
أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ iiقائِلُهُ سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له iiوسَمِي
مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا iiتَصَوَّرَهُ نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ
بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ iiالفَهِمِ
واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ iiشاهِدَةٌ والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ iiوالعَجَمِ

مشارى راشد

مشارى راشد

مشارى راشد